قف شامخا مثل المآذن طولا غازي الجمل قصة شاعر وقصيدة: ذاكرة القلب أقوى من النسيان
المقدمة :قصة الشاعر
محتويات المقال :
قد يخوننا العقل أحياناً وتتلاشى الذكريات من أذهاننا، لكن ما يسكن القلب ويحركه يبقى عصياً على النسيان. هذه هي قصة الشاعر غازي الجمل وقصيدته الشهيرة “قف شامخاً“، التي تجسد حب الوطن وتمسكه بذاكرة القلب رغم تحديات الحياة.
من غزة إلى العالم: رحلة شاعر
ولد غازي الجمل في غزة عام 1950، لعائلة فلسطينية لجأت إليها بعد نكبة عام 1948، ورث حب الشعر والأدب من والده، ونظم الشعر منذ صغره (1)
انتقلت عائلة الشاعر غازي الجمل إلى الأردن عام 1954 بحثاً عن حياة جديدة. وهناك نشأ وترعرع وتلقى تعليمه، ودرس الهندسة الميكانيكية في يوغوسلافيا. عمل مهندساً وتاجراً، لكن الشعر ظل رفيقه الدائم، يعبر فيه عن حبه لفلسطين وقضيتها العادلة.
“قف شامخاً”: صرخة مقاومة
في عام 2004، وفي خضم العدوان الأمريكي على الفلوجة، كتب غازي الجمل قصيدته “قف شامخاً”، ليمدح صمود المقاومين ويشحذ هممهم. أبيات القصيدة تفيض بالعزة والكرامة، وتدعو للصمود في وجه الظلم والطغيان، مثل:
نسيان العقل، وخلود القلب
قدر الله أن يتعرض غازي الجمل لحادث أدى إلى فقدانه الذاكرة. تخيل الموقف: شاعرٌ يفقد كلماته، وذاكرته تخونه. لكن عندما زاره أصدقاؤه وذكروه بقصيدته “قف شامخاً”، عادت الكلمات تنبعث من قلبه، ليثبت أن ذاكرة القلب أقوى من نسيان العقل.
ما فت في عضد الفلوجة كيدهم وارتد جيش الأصغرين ذليلا
فالله أقوى من هدير سلاحهم أنعم برب العالمين وكيلا
شاهد الفيديو :
إرث خالد
رحل غازي الجمل في الزرقاء عام 2010، لكن قصائده بقيت خالدة، ومنها “قف شامخاً” التي عادت للظهور بقوة مع بدء العدوان على غزة في أكتوبر 2023. انتشرت أبياتها على منصات التواصل الاجتماعي، لتكون مصدر إلهام ورمزاً للصمود والمقاومة.
قصة غازي الجمل هي تذكير بأن حب الوطن محفور في القلوب، وأن الكلمات الصادقة تبقى خالدة تتحدى النسيان والزمن.
غازي الجمل
بعض ابيات من القصيدة :
قف شامخا مثل المآذن طولا وابعث رصاصك وابلا سجيلا
مزق به زمر الطغاة أذقهمُ طعم المنون على يدي عزريلا
واحرق جثامين الطغاة ورجسها واسكب على أجسادهم بترولا
سطر على هام الزمان بأننا أهل الكرامة والأعز قبيلا
إن الأعز محمد وجنوده والله أكبر ناصراً ووكيلا
الله أقوى من هدير سلاحهم أنعم برب العالمين وكيلا
سندك جيش البغي من عزماتنا ونرده خلف الحدود ذليلا
فليحرقوا كل النخيل بساحنا سنُطل من فوق النخيل نخيلا
فليهدموا كل المآذن فوقنا نحن المآذن فاسمع التهليلا
نحن الذين اذا ولدنا بكرة كنا على ظهر الخيول اصيلا
ولقرائه القصيدة كاملة ننصح بقراءتها في موقع الديوان وهذا رابط القصيدة مباشرة موقع الديوان
الخاتمة
ختاماً نم في سلام يا شاعرنا، فلقد تركت لنا كلماتٍ ستظل تنير دربنا، وقصائد ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال وداعًا غازي الجمل، فارس القلم المقاوم.